خرجت ذات يوم إلى حديقة المنزل وبينما كنت أتجول
رأيت عشاً صغيراً في إحدى النوافذ
تعجبت أن ذلك الطير أتى إلى منزل يعج بالحياة وبناء عشه الصغير هنا
وترك الأشجار والطبيعة
الا يخاف أن يعبث أحد ما بعشه !!
ولقد رأيت في ذلك العش بيضتان صغيرتان جميلتان
مرت الأيام وأصبحت أراقبهم وأرى الأم الطير وهي تجلس على بيضها
وبعد عدة أيام نبضت الحياة في هذان الطائران الصغيران
فرحت وذهبت لأخبر الجميع عن هذا الخبر السعيد
فأتى الكل وهموا بمراقبتهم وهم يبتسموا
كنت أتمنى أن أحملهم بيدي ولكني خفت عليهم كخوف الأم على أطفالها
وراعيت مشاعر أمهم
بدأ صغار القمريه يكبروا يوماً بعد يوماً
لاحظت بعد عدة أيام بأن والدتهم لا تأتي إلى العش
تسألت هل يا ترى خافت من نظراتنا وتطفلنا على أطفالها ؟!
أم سئمت الحياة مع أطفالها ؟!
لا أدري ما هو سبب هجرانها لهم يا لقسوتها
وقسوة كل أم تترك أطفالها
إلا يمتلكوا قلباً ...!!
وقد يكون الإحتمال الثاني هو موتها ...
أصبحت أراقبهم وهم يلعبوا مع بعضهم البعض
وأسمع سجع الصغار الجميل
تعلقت بهم وأحببتهم
في إحدى الأيام إستيقضت على خبر محزن
لقد أتى أبي وأخبرني بإن إحدى الصغار سقط من عشه ومات
حزنت على ما حدث لهم وقلقت أكثر على ذلك الصغير الآخر المتبقي على قيد الحياة
سيتألم على هجران/موت أمه وفقدان أخيه
ذهبت لأراه كان يقفز في عشه وكأنه ينتظر أخيه ليبادله اللعب
يالك من مسكين
وددت بإن أخذه معي وأدخله للمنزل
ولكن ذلك سيعذبه أكثر لـأنه سيذهب لعالم غريب لا يعرفه
تكفلنا بأطعامه والاعتناء به
ولقد لاحظت بأنه لا يحب البقاء في عشه
فكم مرا أتيت ورأيته على وشك السقوط
ولكنني أنقذه في اللحظة الأخيرة
قمنا بصنع كرتون صغير له ووضعنا عشه بداخله
حتى لا يسقط ويصبح مصيره مثل أخيه
يا للمسكين الصغير أظنه كره العش
ولم يعد يستطيع تحمل البقاء فيه بدون أمه وأخيه ...
أتى ذلك اليوم الذي لم أكن أتمناه
وقد رأيت ذلك الطائر الصغير الذي حاول العيش وعانى كثيراً
وقد فارق الحياة
نعم لقد مات ذلك الطائر
لن أستطيع رؤيته بعد الآن
لن أسمع سجعه الجميل
لن أقدم له الطعام بعد الآن
يا لذلك الشعور الحزين الذي شعرت به
وددت لو أني لم أراه
لم يفارق مخيلتي في ذلك اليوم ...
أذهب يا صغيري إلى جنات الرحمن
أذهب إلى أمك و أخيك
أرقد بسلام يا صغيري ...
تعليقات
إرسال تعليق